القائمة الرئيسية

الصفحات

 

( من الحكم ) شعر للإمام الشافعى صـ 84 حفظ

للصف الثالث تمريض 2022 – 2023

للإمام الشافعى :


هو أبو عبد الله محمد ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشى و أحد أئمة الفقه الأربعة ولد فى غزة بأرض فلسطين سنة خمسين و مائة للهجرة تلقى العلم عند الإمام مالك و تعلم على يد سفيان بن عيينة فى مكة بعد وفاة الإمام مالك رحل إلى بغداد ليتلقى عن من مدرسة الرأى و توفى  ليلة الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع و مائتين للهجرة و هو ابن أربع و خمسين سنة . 

مقدمة :

إذا كان الإنسان اجتماعيا بطبيعته فإنه لا يستطيع أن يعيش دون أصدقاء لذا فإن عليه أن يحسن اختياره أصدقائه و هذا ما يؤكده الشافعى فى هذا النص من ضرورة اتصاف الصديق بالقيم النبيلة مثل الرعاية و الصبر و المودة و الإخلاص و الأمانة و عدم إفشاء السر و الانصاف و قد صاغ الشافعى هذه المعانى و تلك النصائح فى أسلوب الحكمة الذى يخترق القلوب و تطرب له الآذان و يتمثلها الإنسان فى مواقف حياتية مشابهة .

( وهذه القصيدة تناولت : العلاقات الغدارة والقاسية بين الأصحاب , يتناول أيضًا علاقة حب الأصدقاء  وما يحدث فيها من غدر ) .

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تكلفًا    فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ اَلتَّأَسُّف

اللغويات :

المَرءُ : الرجل و الجمع رجال

يَرعاكَ يصونك و يحافظ عليك

فَدَعهُ : اتركه و اهجره

تكلفًا : إظهار النفس على غير حقيقتها .

اَلتَّأَسُّف : الحزن و الندم

الشرح :

ينصح بها الشاعر غيره ألا يتكلف الحب ويترك المتكلفين إذا كان أحدهم

( مدعى الصداقة ) لم يهتم بك و لا يرعى حرمتك و يظهر غير ما يبطن فإن عليك أن تتركه و تهجره و لا تحزن على ذلك فلهم في الناس أبدال . 

الجمال :

-فى ( البيت الأول ) بديع و هو التصريع و هو اتفاق الشطرين فى الحرف الأخير  و هو يعطى جرسا موسيقيا تطرب له الأذان .

-(إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تكلفًا ) أسلوب قصر بالنفى و الاستثناء أفاد التوكيد .

-(  فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ اَلتَّأَسُّف ) كناية عن الكراهية الشديدة .

-(فَدَعهُ ) أسلوب إنشائى أمر غرضه النصح و الإرشاد .

-(لا تُكثِر) أسلوب إنشائى نهى غرضه النصح و الإرشاد .

فَفِي اَلنَّاس إبدال وَفي اَلتَّرْك رَاحةٌ  وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولوجفا

اللغويات :

إبدال : المفرد بدل و هو الخلف أو العوض

اَلتَّرْك : البعد و الهجر

رَاحةٌ : ارتياح و المضاد :  التعب

صبر : تحمل و المضاد : الجزع

 جفا : قسا ( أعرض عن )

الشرح :

(ينصح الشاعر غيره ألا يتكلف الحب ويترك المتكلفين فلهم في الناس أبدال و عوض فالنفس قد تبدل حبيب بحبيب آخر إن كان طبعه مشين وإن ترك الحبيب المشين هو خيرٌ لنا فإن المصلحة الأبدية تكون في هذا الترك لأنه راحة للقلب والقلب هنا عليه أن يلزم الصبر إذا فارق حبيه وجفا وابتعد  وأن كان يهوى  ذلك الحبيب الذي فارقته النفس وأبدلتْ غيره. )

الجمال :

( وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولوجفا) كناية عن تحمل الصديق لقسوة صديقه .

فَمَا كُلّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ   وَلا كُلّ مَنْ صِافِيَّته لَكَ قَدْ صَفَا

اللغويات :

تَهْوَاهُ : تحبه

صِافِيَّته : طهرت له و نقيت قلبك له .

صَفَا : طهر و نقى

الشرح :

ليس كل من تحبه يحبك و لا كل من تصفو له يصفو لك  .

الجمال :

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً   فلا خيرَ في ودٍّ يجيءُ تكلفًا

 اللغويات :

 صفو : نقاء و طهر

طبيعةً :

تكلفًا :

الشرح :

إذا لم تكن المودة و المحبة صافية من هذا الإنسان , طبيعة فطر و جبل عليها ، فإن الصداقة ليست جيدة ولا خيرمن هذا  الود .

الجمال :

(إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً ) أسلوب إنشائى شرط أداته إذا أفاد التوكيد

ولا خيرَ في خَلِّ يخونُ خليلهُ ويلقاهُ من بعدِ المودَّة  بالجفاء

اللغويات :

(خليلهُ - خَلِّ ): الخل : الصديق و الجمع : أخلة و أخلاء

ويلقاهُ : يستقبله

المودة : الحب و المضاد : الكره

 الجفاء : القسوة و الإعراض

الشرح :

لا خير في صديق خائن يخون  صديقه و يقلب ما كان بينهما من مودة إلى جفاء و قطيعة و ينكر أيام الصفاء و المحبة و يكشف ما ائتمن عليه من أسرار .

الجمال :

(المودَّة  -  الجفاء ) طباق يوضح المعنى و يؤكده .

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَّا

اللغويات :

وَيُنْكِرُ : يكتم و يجحد المضاد : يقر

عَيْشاً : حياة

 تَقَادَمَ عَهْدُهُ : طال أمده

وَيُظْهِرُ : يبين

سِرًّا : ما تكتمه وتُخفيه والجمع : أسرار و سِرار

خَفَّا: صار خفيفا

الشرح :

هذا الصديق الذى لا خير فيه ينكر حياة العهد التي عفا عليها الزمن وكشف السر الخفى الذي كان يقلق بشأنه أمس .

الجمال :

   (وَيُظْهِرُ – خَفَّا ) طباق يوضح المعنى و يؤكده .

سَلامٌ عَلَى اَلدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا   صديق صدوق صادق الوعد منصف

اللغويات :

اَلدُّنْيَا : الحياة والجمع الدنا

الصَّدِيقُ : الصاحب الصادق الود، وقد يستعملُ للواحِدِ والجمع والمؤنث فـ هو صديقٌ، وهم صديقٌ، وهي صديقٌ، وهُنَّ صديقٌ و الجمع أصدقاء

منصفا : عادلا

الشرح :

فلا شيء يهون علينا صعاب الحياة أكثر من وجود صديق صادق عادل وفى مخلص الوعد  في حياتنا و إلا فلا معنى للحياة و هذه نهاية الدنيا بخلوها من أصدقاء أوفياء .

الجمال فى النص:

جاءت لغة الشاعر جزلة معبرة عن نزعة النصح و مناسية لأسلوب الحكمة و ظهر ذلك فى ألفاظ الشاعر : ( فدعه – و لا تكثر – و فى الترك راحة – سلام على الدنيا – صادق الوعد – منصفا ) 

عنوان آخر للقصيدة

(الصديق الحقيقي والمزيف - الصديق الحق )

تعليقات