زملائى الأعزاء: أبنائي الطلاب، أحييكم بتحية الإسلام، فأقول:
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.
نحتفل اليوم بذكرى غالية على قلوبنا، ذكرى نصر
السادس من أكتوبر 1973 , الذكرى الحادية والخمسون لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، ذلك
اليوم الذي سطر فيه أبطالنا أعظم ملاحم البطولة والشجاعة، حين استطاعوا
بفضل الله وتوفيقه أن يستعيدوا كرامة الأمة ويحرروا أرض سيناء. إن نصر السادس
من أكتوبر ليس مجرد حدث تاريخى، بل هو درس عظيم
في العزيمة والإصرار والتخطيط الدقيق و التضحية من أجل الوطن.
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن
رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن
دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )الأنفال(60)
وهذا ما جسده أبطال نصر أكتوبر حين أعدوا العدة وأخذوا بالأسباب حتي تحقق لهم النصر المبين
, أبنائي الطلاب: إن خطة هجوم الجيش المصرى فى حربها ضد إسرائيل لا مثيل لها فلا يوجد
شىء من قبيل الصدفة ، وأحد أهم الأشياء التى ركزت عليها مصر هو "تاريخ بدء الحرب"،
وهو السبت 6 أكتوبر ,يوم له قيمة عند
اليهود إنه عيد الغفران لديهم . لقد هجم الجيش المصرى ففر الجنود الإسرائيليون من خط
بارليف ومن كل مكان فى سيناء وهم يلتقطون أنفاسهم فكانوا ما بين قتيل و جريح و أسير
لقد عاشوا فى الجحيم الذي فتحه عليهم الجيش
المصري , لقد أصبح عيد الغفران يوم هلاكهم و هزيمتهم و خسارتهم وظل هذا اليوم عيدا
لجيشنا وشعبنا وللوطن العربى .
أبنائي الطلاب لا ننسى شهداءنا الذين ضحوا
بأرواحهم من أجل رفعة أوطانهم و دينهم وكرامتهم , غفر الله لهم إنهم لم يموتوا
إنهم أحياء لقول الله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ
خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ
مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ
إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [آل عمران:169-
175]. إن ذكرى نصر أكتوبر تذكرنا بأن مصر قوية دائمًا بشعبها
وجيشها.
أبنائى الطلاب : إن الحفاظ على نصر أكتوبر والاستعداد
للدفاع عن الوطن، يستلزم منا العلم والعمل الصالح،
وحسن التوكل على الله. فالعلم هو سلاحكم في هذه المرحلة، وهو الذي سيمنحكم القدرة على الإسهام فى بناء وطنكم وحمايته من كل
تهديد. فاجتهدو ا في طلبه وأخلصوا دراسته ، واجعلوا من ذكرى
نصر أكتوبر دافعًا لكم نحو مزيد من العمل والعطاء،ولنكن دائمًا على قدر المسؤولية.
تعليقات
إرسال تعليق