التينة الحمقاء ( شعر ) حفظ إيليا أبو ماضى للصف الثالث
تمريض صـ 52
مقدمة :
لا يستطيع الإنسان أن يعيش ةحده منعزل عن الناس و إذا
حاول ذلك علوا و تكبرا و بخلا بما عنده فإن العاقبة ستكون سيئة و هو بذلك يرتكب
جرما و حماقة فى حق نفسه و حق المجتمع و هذا ما فعلته التينة حين بخلت بأهضائها
الجميلة و أرادت أن تمنع خيرها عن الآخرين فكانت النتيجة أن اختفى أثرها الجميل و
أصبحت عودا جافا فاقتلعها البستانى .
الشاعر :
ولد إيليا أبو ماضى فى المحيديثة بجبل لبنان عام 1889 م
و هاجر إلى مصر عام 1900 و سكن الإسكندرية و كان مولعا بـ الأدب و الشعر حفظا و
مطالعة و نظما ترك دراسته الإبتدائية بسبب فقره و اضطر إلى مغادرة لبنان إلى مصر
ليعمل فى تجارة التبغ و كانت مصر مركزا للمفكرين اللبنانيين بدأ قصائده فى المجلات
و أهمها مجلة الزهور توفى عام 1958 م .
المناسبة التي قيلت
فيها القصيدة :
عاش الشاعر في
المهجر بين صخب الحضارة المادية فالناس منهمكون في مصالحهم ومتطلباتهم فتأثر
الشاعر بأن قيم الكرامة والتضحية والتعاون قربت تنتهي من الحياة المعاصرة فكتب هذه
القصيدة الرمزية ( المعادل الموضوعى )
ليبين أهمية القيم وخطورة إهمالها , فالشاعر يتناول قبمة من القيم و هى
قيمة البذل و العطاء و الجود و السخاء , بما نملك و البعد عن الشح على الآخرين
فعاقبتهما سيئة و يتخذ من التينة الحمقاء معادلا موضوعيا للإنسان البخيل الذى يمنع
خيره عن غيره .
الأفكار الرئيسة في
النص :
أ - التينة الحمقاء تقرر منع خيرها عن الآخرين.{ ١ــ ٥}
.
ب - مصير البخيل الدمار والإجتثاث {٦ـ٩} .
النص :
1 -وَتينَةٍ غَضَّةِ
الأَفنانِ باسِقَةٍ قالَت
لِأَترابِها وَالصَيفُ يَحتَضِرُ
اللغويات :
واو رب في البيت الأول هي حرف جر زائد ...الواو لفعل
محذوف هو رب
تينة : شجرة التين
( رمز للإنسان البخيل )
غضة : طرية ولينة ضدها يابس، أو صلب
الأفنان : الأغصان و المفرد : الفنن.
باسقة : مرتفعة عالية وشاهقة الأرتفاع ضدها : منخفضة
أترابها : جمع ترب مثيلاتها وزميلاتها ونظائرها
الصيف : ثالث فصول السَّنة، يأتي بعد الرّبيع، ويليه
الخريفُ، ويبدأ من 21 يونية .
يحتضر : ( يشرف على النهاية ) يكاد يموت والاحتضار هو
النزع الأخير قبل الموت
الشرح :
تينة تمتاز بليونة أغصانها وارتفاعها الشاهق وهي تتحدث
مع زميلاتها في أواخر فصل الصيف .
الجمال :
اعتمد الشاعر على الخيال لإبراز عاطفته و هى : ( التعجب
و الاستنكار لفعل هذه التينة التى وصفها بالحمق و إن كان يقصد الإنسان الذى يسلك
طريق السيئة فى التعامل مع الآخرين .
-( قالَت لِأَترابِها ) استعارة مكنية صور التينة بفتاة
تتكلم .
-( وَالصَيفُ يَحتَضِرُ ) استعارة مكنية صور الصيف مع
انتهائه بإنسان يحتضر .
س: ( والصيف يحتضر - والصيف ينتهي) أي التعبرين أجمل؟
ولماذا؟
ج : الأجمل التعبير الأول. السبب، لأنه صور الصيف بإنسان
ينازع سكرات الموات
2 -لَأَحبِسَنَّ عَلى
نَفسي عَوارِفَها فَلا يَبينُ لَها
في غَيرِها أَثَرُ
اللغويات :
لأحبسن : لأمنعن و لأمسكن .
عوارفها : المفرد العارفة و هى الإحسان ( عطاياها
وخيراتها )
لا يبين : لا يظهر
أثر : علامة و المراد خيرى و الجمع : آثار
الشرح :
فتقول قررت أن أحبس نفعي وخيري و إحسانى عن الآخرين بحيث
لا يكون له أثر جميل .
الجمال :
( لَأَحبِسَنَّ ) أسلوب قصر و وسيلته النفى و الاستثناء
.
(لَأَحبِسَنَّ – يَبينُ ) تضاد
3 - كَم ذا أُكَلِّفُ
نَفسي فَوقَ طاقَتِها وَلَيسَ لي بَل
لِغَيري الفَيء وَالثَمَرُ
اللغويات :
كم : خبرية تفيد الكثرة
اكلف : أحمل
نفسى : روحى جمع : نفوسى و أنفسى
طاقتها : قدرها وجهدها
الفىء : الظل
الثمر : الفاكة جمع ثمار
، وأثمار
الشرح :
إنى أحمل نفسي فوق طاقتي والكثير من الجهد والمشقة من
أجل إخراج الثمار ومد الظل على الأرض وهذا مما أجد فيه نفعا لي بل لغيري , إنها
تعتقد أن كل الفوائد لغيرها و جميع الناس لهم حاجة إليها و ليس لها حاجة عندهم .
الجمال :
( كَم ذا )
خبرية تفيد الكثرة ( أسلوب خبرى) دل على شدة نفورها من أى عمل صالح للآخرين .
(الفَيء وَالثَمَرُ ) العطف يفيد التنوع : تنوع إحسانها
و عطاياها
( نَفسي – لى ) إضافة ياء المتكلم أفاد الغرور و الحمق
س: ماذا قالت النخلة الحمقاء لزميلاتها؟ وبماذا تعهدت
لهن؟
ج - إني أكلف نفسي فوق طاقتها .
تعهدت لهن : بالتوقف عن العطاء .
س: لم أمتنعت النخلة عن إعطاء الآخرين من خيرها؟
ج - لأنها ذات نزعة أنانية ولا تستفيد شيء بل غيرها.
لِذي الجَناح وَذي
الأَظفارِ بي وَطَرٌ وَلَيسَ في العَيشِ
لي فيما أَرى وَطَرُ
اللغويات :
لذى الجناح : المراد : الطير و هو كل ما له جناحين
ذى الأظفار : المراد : البشر
العيش : الحياة
وطر : حاجة
الشرح :
الطير والبشر يحتاجني , و أنا لا رأي لي ولا أحتاج لأحد
بهذه الحياة .
الجمال :
( وَلَيسَ في العَيشِ لي فيما أَرى وَطَرُ ) أسلوب توكيد
بالنفى بليس يفيد التوكيد
( بي وَطَرٌ
- وَلَيسَ لي وَطَرُ) طباق سلبى يؤكد
الفكرة و يوضحها
إِنّي مُفَصِلَةٌ
ظِلّي عَلى جَسَدي فَلا يَكونُ
بِهِ طول وَلا قِصَرُ
اللغويات :
مفصلة : مقطعة
ظلى : كل ما أَظَل
طول : امتداد و الجمع أطوال
قصر : كل ما قل طوله و امتداده
الشرح :
فسوف أجعل ظلي
على قدر ساقي فقط , لا أطول ولا أقصر .
الجمال :
(إِنّي مُفَصِلَةٌ ) أسلوب توكيد بإن يفيد التوكيد
(فَلا يَكونُ بِهِ طول وَلا قِصَرُ ) عطف منفى يفيد
التوكيد
(طول - قِصَرُ )
تضاد يوضح المعنى و يؤكده .
وَلَستُ مُثمِرَةً
إِلّا عَلى جسدى إِن لَيسَ
يَطرُقُني طَير وَلا بَشَرُ
اللغويات :
مثمرة : خصيبة
معطية ثمارا المضاد مجدبة
يطرقنى : يسير إلى و يأتينى و يقبل على
طير : كل ما له جناحان
بشر : البَشَرُ : الإنسان (الواحد والجمع والمذكر
والمؤنث فيه سواء) وقد يُثَنَّى، ويُجمع على أبْشَار
الشرح :
ولن أثمر مرة أخرى إلا بعد التأكد من أنه لن يأكلني طير
ولا بشر . ولذلك قررت التينة أنها ستحدد ظلها على جسدها فلا يزيد و لا ينقص كما
أنها لن تثمر إلا لنفسها و حينئذ لا يأتى إليها طير أو إنسان .
الجمال :
(وَلَستُ مُثمِرَةً إِلّا عَلى جسدى ) أسلوب قصر بالنفى
و الإستثناء بإلا يفيد التوكيد
(لَيسَ يَطرُقُني طَير وَلا بَشَرُ ) عطف منفى يفيد
التوكيد
عادَ الرَبيعُ إِلى
الدُنيا بِمَوكِبِهِ فَاِزَّينَت
وَاِكتَسَت بِالسُندُس وَالشَجَرُ
اللغويات :
موكب : روعة وجمال
ازينت : تجملت
اكتست : لبست وارتدت
السندس : الحرير الأخضر
الشجر : نباتٌ يقوم على
ساقٍ صُلبة وقد يُطْلَقُ على كلِّ نبات غير قائم
واحدته: شجرة و جمع الجمع : الأشجار
الشرح :
فلما
أقبل الربيع بجماله وروعته ومنظره البديع وأخذت الأرض زخرفها وازينت و اكتست
بالخضرة والأزهار والثمار .
الجمال :
( عادَ الرَبيعُ
إِلى الدُنيا بِمَوكِبِهِ )
استعارة مكنية صور الربيع بملك يمشى فى موكبه و سر جماله
التشخيص .
(فَاِزَّينَت وَاِكتَسَت بِالسُندُس وَالشَجَرُ )
كناية عن صفة ( جمال الطبيعة ) و سر الجمال الإتيان
بالمعنى مصحوبا عليه بالدليل , فالجمال دليله فَاِزَّينَت وَاِكتَسَت بِالسُندُس
وَالشَجَرُ .
وَظَلَّتِ التينَةُ
الحَمقاءُ عارِيَةً كَأَنَّها
وَتَدٌ في الأَرضِ أَو حَجَرُ
اللغويات :
الحمقاء : قليلة التفكير و من لا تحسن التصرف
عارية : مجرد من الأوراق والثمار
وتد : قطعه من الخشب المهمل
حجر : الصُّخورُ الصُّلْبَة و الجمع : أَحْجار ، حجارة
الشرح :
ظلت هذه التينة الحمقاء التى منعت خيرها عن اللآخرين
عارية من الأورراق وخالية من الثمار فأصبحت قبيحة المنظر وصار من ينظر إليها يحسب
أنها قطعة من الخشب أو حجر مهمل ملقى على الأرض .
الجمال :
(وَظَلَّتِ التينَةُ الحَمقاءُ ) استعارة مكنية صورت
التيمة بإنسان أحمق للتشخيص .
(كَأَنَّها وَتَدٌ ) تشبيه يفيد للتوضيح , عدم قيمة التينة بعد غرورها و حمقها
.
وَلَم يُطِق صاحِبُ
البُستانِ رُؤيَتَها فَاِجتَثَّها
فَهَوَت في النارِ تَستَعِرُ
اللغويات :
لم يطق : لم
يتحمل
البستان : صاحب الحديقة أو الجنينة
اجتثها : اقتلعها
هوت : سقطت
النار: اللهب
الجمع : نيران
تستعر : تشتعل وتحترق
الشرح :
فلما رأها صاحب البستان على هذا الحال ولم يعد يستفيد
منها احتقرها وضاق بها فقطعها من جذورها وألقاها وقودا للنار .
الجمال :
(وَلَم يُطِق صاحِبُ البُستانِ رُؤيَتَها ) كناية عن صفة
الكراهية : كراهية صاحب البستان لوجودها فى الحديقة .
(فَاِجتَثَّها فَهَوَت ) الفاء دلت على السرعة .
مَن لَيسَ يَسخو بِما
تَسخو الحَياةُ بِهِ فَإِنَّهُ
أَحمَقٌ بِالحِرصِ يَنتَحِرُ
اللغويات :
يسخو : يجود
الحياة : الدنيا و الجمع حيوات
أحمق : قليل التفكير و من لا يحسن التصرف
بالحرص : البخل و المضاد السخاء و البذل و الكرم
ينتحر : يقتل نفسه
الشرح :
من لا يجود على غيره بما يمنحه الله من الخير فالهلاك
والدمار مصيره لا محاله و هذا مصير الإنسان إذا بخل و استغنى عن الآخرين يصل لأعلى
درجات الحمق فيسلك طريق الهلاك .
الجمال :
(بِالحِرصِ يَنتَحِرُ ) استعارة مكنية جعل الحرص أداة
مادية تقتل
(فَإِنَّهُ أَحمَقٌ ) أسلوب مؤكد بإن يفيد التوكيد
( لَيسَ يَسخو
بِما تَسخو ) طباق سلبى للتوكيد المعنى و إأبراز الفكرة
قصة قصيدة وتينة غضة
الأفنان باسقة
أمّا عن مناسبة قصيدة “وتينة غضة الأفنان باسقة” فيروى
بأنّه كان هنالك شجرة تين تعيش في واحد من البساتين الخضراء الجميلة، وكان بجانبها
العديد من أشجار التين، ولكن أصحاب البستان يحبون ثمارها أكثر من جاراتها، وكانوا
كلما أثمرت أتوا يقطفون ثمارها، ولكن هذه التينة كانت تغضب كلما أخذ أحدهم شيئًا
من ثمارها، وكانت تغضب أيضًا إن جلس أحدهم تحتها ليستظل بظلها، وبقيت على هذه
الحال سنين عديدة، حتى أتى يوم لم تعد تطيق أن يأخذ أحدهم منها شيئًا، وعندها قالت
لجاراتها: إني أخرج الثمار، فيأكل منها كل من يمر من عندي، وأنا لا أستفيد منها
بشيء، وقررت أن لا تخرج ثمارًا ولا أوراقًا بعد ذلك أبدًا، حتى لا يأكل منها أحد،
ولا يجلس تحتها أحد.
ومرّت الأيام، وأتى فصل الشتاء، ومن بعده أتى الربيع،
وتلونت جميع الأشجار بألوان خضراء جميلة، وأثمرت بثمار رائعة، إلا هذه التينة التي
لم تثمر، ولم تورق، وبقيت يابسة، كأنها ميتة، وعندما رآها صاحب البستان على هذه
الحال، لم يتحمل ذلك، وقرر أن يقطعها، فأحضر فأسًا ، وقطعها، وجمع حطبها، وأوقد
بها النار في الشتاء، وأنشد في خبر ذلك الشاعر إيليا أبو ماضي قائلًا :
وَتينَةٍ غَضَّةِ الأَفنانِ باسِقَةٍ قالَت لِأَترابِها وَالصَيفُ
يَحتَضِرُ
غرض القصيدة:
الوصف – الحكمة
تعليقات
إرسال تعليق