( فى حب الوطن ) أو (بعد المنفى ) شعر للشاعر أحمد شوقى ( دراسة ) للصف الثالث تمريض 2022 - 2023

شرح قصيدة : ( فى حب الوطن ) أو (بعد المنفى ) أحمد شوقى للصف الثالث تمريض

مقدمة :

 ما أصعب الأيام التى يفارق فيها الإنسان وطنه و أهله و لكن عندما تطول عليه هذه الأيام , عليه أن يبحث عن التسلية و السلوي حتى إذا جاء موعد الإياب إلى حضن الوطن عاد الإنسان محملا بالأمل و متحمسا داعيا إلى خدمة الوطن و هذا ما يدور حوله النص .

الشاعر أحمد شوقى :

ولد فى القاهرة سنة 1868 و ترعرع فى ظل البيت المالك لأن جدته لأمه كانت من وصيفات القصر فى عصر الخديوى إسماعيل تخرج فى مدرسة الحقوق ثم أعطاه الخديوى منحة لدراسة الحقوق فرنسا عاد إلى مصر عام 1892 م ودخل فى معية الخديوى عباس حلمى ,  بعد أن خلعت بريطانيا عباس حلمى بسبب ميله إلى الأتراك نفى أحمد شوقى إلى أسبانيا عم 1915م و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عاد شوقى إلى وطنه 1920م فيجد مصر قد تغيرت فتوجه فى شعره نحو الشعب و قضاياه و بويع بإمارة الشعر العربى عام 1927م و توفى عام 1932 م و قد جمعت أعماله الشعرية فى ديوان الشوقيات من أربعة أجزاء و من أعماله المسرحية : مجنون ليلى و مصرع كليوباترا و الست هدى .

جو النص :

ظل شوقى فى منفاه أربع سنين و بعد عودته خط هذه القصيدة وفاء لتلك الأيام الجميلة التى قضاها بين ربوع أطلال الحضارة العربية فى الأندلس و تحية لشباب مصر الأوفياء الذين احتشدوا لاستقباله و الترحيب به .

النص :

 

1      -أُنادى الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا            وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا

المفردات :

أنادى : أدعو و أصيح و أهتف

الرسم : ما كان بالأرض من آثار الديار ( آثار الحضارة العربية ) ج : رسوم و رسومات 

المراد بـ مَلَكَ الجَوابا : استطاع أن يجييب           

أجزى : أكافئ و المضاد : أعاقب

دمعى : بكائى و الجمع : دموعى و أدمعى و المضاد : جمودى

أثابا : رجع أو عاد

الشرح :

 ( أنادى الرسم أي أنادي الأطلال ( بقايا الديار ) ، لو ملك الجوابا لو كانت الأطلال تستيطع أن تجيب ، وأجزيه بدمعي على أن ترد عليه السؤال) .

إنّ المتامل في هذا المقطع الشعري يجد أنّ الشاعر يقف على الأطلال، ويُخاطب ديار المحبوبة، فهو يلتزم بقواعد عمود الشعر العربي ويتبع منهج القُدامى في استنطاق الطلّل، كما يُظهر الشاعر حزنه، فالشاعر متعلق قلبه بهذه الديار ومن سكنوها، حتى إنّ دموعه تجري على رؤيته لهذا الخراب .

الجمال :

البيان أو الخيال :

أنادى الرسم : استعارة مكنية تخيل الرسم إنسانا ينادى عليه سر الجمال التشخيص .

وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ : كناية عن صفة الحزن و البكاء و سر الجمال الإتيان بالمعنى فى إيجاز

المحسن البديعى :

البيت الأول تصريع و هو اتفاق القافية فى شطرى البيت الأول ( الجوابا – أثابا ) و هو يعطى جرسا موسيقيا تطرب له الأذان و ترتاح له النفس .

2-وَبَينَ جَوانِحى وافٍ أُلوفٌ        إِذا لَمَحَ الدِيارَ مَضى وَثابا

المفردات :

جوانحى : مفردها جانحة و هى الضلع القصيرة مما يلى الصدر يقصد : جنابات نفسى

واف : اسم فاعل من الفعل وفى بمعنى الوفاء و الألفة

ألوف : أنيس

لَمَحَ : أبصر و اختلس النظر و رمق .

مَضى : ذهب و المضاد أقبل و جاء

وَثابا : قفز و تقدم و قام .

الشرح :

( يصف الشاعر قلبه بأنه واف و من وفائه إذا رأي ديار المحبوبة من بعيد ذهب وجاء فرحا )

الجمال :

( وافٍ أُلوفٌ ) كناية عن موصوف و هو القلب و سر الجمال الإتيان بالمعنى فى إيجاز و هى تفيد الملازمة أى ملازمة القلب لما يتصف به من وفاء و ألفة .

3 - وداعًا أرضَ أندلسٍ وهذا        ثنائى إن رَضيتِ به ثوابَا

المفردات

وداعا : عبارة مجاملة تقال عند تشييع المسافرين أو عند افتراق الأشخاص .و المضاد : استقبالا و ملاقاة

أرض أندلس : هى إسبانيا والبرتغال التى فتحها العرب للإسلام .

ثنائى : مدحى و شكرى و المضاد : الذم و الهجاء

رَضيتِ : قبلتى و تقبلتى و المضاد : أبيتى و رفضتى

ثوابا : جزاء و مكافأة و المضاد : عقابا

الشرح :

في هذا المقطع الشعري نجد أنّ الشاعر يتخلص من لوعة الأطلال، وينطلق للحديث عن الأندلس فنراه يُودع هذه الأرض، التي خسرها العرب في صراعهم مع الأسبان لمدة 800 عامٍ متوالية، ونراه صاحب القلب الوفى يعلن مدحه و شكره لهذه البلاد

( بلاد الأندلس ) في مدة إقامته فيها تخلص من وجوه الممالئين والأغبياء المدعين.. إن هى رضيت بهذا المدح , و ما ذلك إلا جزاء و مكافأة على الفترة التى قضاها هناك فى المنفى .

الجمال :

وداعًا أرضَ أندلسٍ : استعارة مكنية تخيل أرض الأندلس إنسانا ينادى عليه سر الجمال التشخيص .

أرض أندلس : أسلوب إنشائى نداء غرضه الاعتزاز . وفيه إيجاز بحذف النداء .

رَضيتِ : استعارة مكنية

أرض أندلس  : مجاز مرسل استعمل لفظ الأرض في غير ما وضع له لعلاقة المحلية ، لأن المعنى الحقيقي هو وداعا أهل أندلس و قد أفاد هذا المجاز في تصوير المعنى تصويرا دقيقا ، كذلك أفاد الإيجاز

4 - وما أثنيتُ إلا بعدَ عِلمٍ            وكم مِن جاهلٍ أثنى فعابَا

المفردات

أثنيتُ : مدحت و شكرت و المضاد : ذميت و هجوت .

جاهلٍ :  سفيه و غبى و الجمع : جاهلون و جُهَلاءُ و جَهَلة و جُهّال و جُهَّل

فعابا : فذما و و هجا

الشرح :

يقول الشاعر إننى ما مدحت بلاد الأندلس و شكرتها إلا عن علم بتاريخها العريق الذى شيده حكام العرب ثم يلقى حكمة و هى أن كثيرا من الجهلاء(  أثنى فعابَا ) و كأنه يقدم تفسيرا عن زوال حضارة العرب عن هذه البلاد .

الجمال :

(علم – جاهل ) بديع مطابقة توضح الفكرة و تؤكدها .

( أثنى – عابا ) بديع مطابقة توضح الفكرة و تؤكدها .

وما أثنيتُ إلا بعدَ عِلمٍ : أسلوب قصر يفيد الاختصاص و التوكيد . 

  وكم مِن جاهلٍ : نوع الأسلوب خبرى ( كم الخبرية ) أفادت الكثرة .      

5 - وليس بعامرٍ بنيانُ قومٍ         إذا أخلاقُهم كانت خـــرابَا

المفردات

بعامرٍ : مَسْكُونٌ و آهِلٌ بِالسُّكَّانِ

 بنيانُ قومٍ : البنيان مايبنى و يشيد و المراد حضارتهم و رقيهم و تقدمهم .

أخلاقُهم : والأخلاق في اللغة اسم لسجية الإنسان وطبيعته التي خُلق عليها.

والأخلاق اصطلاحًا: (حالة نفسية تترجم بالأفعال)، أي أن الأخلاق، لها جانبان؛ (جانب نفسي باطني، وجانب سلوكي ظاهري) فالسجايا هي الطباع. والسلوك هو الفعل المترجم لهذه الطباع. وتدنّي الأخلاق : انحطاطها، ودماثة الأخلاق: سهولة الطبع ولينه، ومكارم الأخلاق تعني: الأخلاق الحميدة

خـــرابَا : خالية جمع : أخربة

الشرح :

هل شاعرنا على حق في مقولته السابقة ؟

بدون تفكير ودون إعادة نظر في البيت مقولته أقل ما يقال عنها أنها غاية في الصحة وغاية في الحساسية وهي إصابة مباشرة على الجروح الطرية , إن مفهوم الأخلاق من أهم المفاهيم التي تؤشر لبناء مجتمع متقدم وتكنولوجي , فلا يمكن لأى حضارة أن تقوم دون سند أو رصيد من قيم وأخلاق.. ولا يمكن أن تنال أمة عزة أو شرفاً أو مكانة إلا إذا كان حظها ونصيبها من الأخلاق عظيماً , وقواعد الأخلاق تعني محاربة الفساد بمختلف أشكاله ونتائجه  , ومن الأخلاق :  العادات العربية، أو الموروثات الأخلاقية، أو القيم الدينية الأصيلة أو العرف الصحيح .

فالأخلاق تطهرالمجتمع من التفكير المادي الجارف الجاف ومن التفكير المتخلف المنحل. إن الأمة عند ما يهتم أبناؤها بالجانب الثقافي الروحي ترتفع عن مستوى الأمم المنحطة الجاهلة وتأخذ طريقها الى المجد لأنها بذلك تكون قد قضت على أسباب التخلف وفسحت أمامها باب الأمل والعمل ومهدت لنفسها سبيل الرقي والازدهار.

أننا في حاجة الى نمو فكرى وإلى تهذيب خلقي فالعلم وحده لا يحقق للإنسان طريق المجد إذا لم يوجه حسب الدوافع الخلقية العامة فإن الأخلاق هي أساس العمران و هذا البيت من أبيات الحكمة التى جرت مجرى الأمثال . وكما قال الشاعر الأخلاق من الثوابت التي لا يمكن تجاوزها لتعمير البلاد وتعليم العباد . و لذلك قال الشاعر :

 وإذا أصيبَ القومُ في أخلاقهمْ   فأقِمْ عليهم مأتمًا وعويلا

وقال شوقى : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت  فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

إنَّ الأَخلَاقَ تَرتَبط بالشّعوب وبالمِهن، لِذَلك يُقَال «أَخلَاقيَّات العَمَل» .

الجمال :

( بعامرٍ  - خـــرابَا ) بديع مطابقة توضح الفكرة و تؤكدها .

 

6 - ويا وطنى لقِيتُكَ بعد يأسٍ      كأني قد لَقِيتُ بك الشبـابَا

المفردات

وطنى :الجمع أوطان و الوطن :  مكانُ إِقامةِ الإِنسان وَمقَرُّه ، وإليه انتماؤه ، وُلد به أَو لم يولد

لقِيتُكَ : وجدتك و قابلتك

يأسٍ : فقدان الأمل و القنوط

 الشبـابَا : شباب : جمع : شاب و الشاب : الفَتاءُ والحَدَاثَةُ ، عكس هَرَم

الشرح :

في هذا المقطع ينتقل الشاعر من الحديث عن الأندلس والشوق لها للحديث عن وطنه، وفرحة الشوق لعودته إليه ، فالشاعر جعل وطنه في منزلة عُليا فهو( وطنه ) كالشباب الذى عاد إليه مرة أخرى بعد يأس تام .

الجمال :

وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا ( تشبيه ) يُشبه الشاعر صورة الوطن عند اللقاء، بصورة شيخ يعود إليه شبابه.

ويا وطنى  : استعارة مكنية تخيل الوطن إنسانا ينادى عليه سر الجمال التشخيص .

 ويا وطنى  : أسلوب إنشائى نداء غرضه البلاغى الاعتزاز.

7 - وكلُّ مسافرٍ سيئُوبُ يومًا      إذا رُزقَ السلامــةَ والإيابَا

المفردات

مسافرٍ : مَنْ يَرْتَحِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ

سيئُوبُ : يرجع أو يعود

رُزقَ : أعطى و منح

السلامــةَ : النجاة

والإيابَا : العودة

الشرح :

 يسدى إلينا الشاعر حكمة بالغة  : فهاهو يقرر من خلال تجربته أن الإنسان إذا قدر له السلامة فى غربته سيعود يوما إلى وطنه و أهله مهما طالت سنوات الغياب .

الجمال :

8 - وحيَّا اللهُ فِتيانًا سِماحًا         كسَوا عِطفَيَّ من فخرٍ ثيابَا

المفردات

وحيَّا الله : أبقاهم ( دعاء لهم بالبقاء )

فِتيانًا : جمع فتى و الفَتَى : الشابُّ أوَّلَ شبابه بين المراهقة والرُّجولة .

سِماحًا  : كراما و المفرد : سمحا

 عِطفَيَّ  : جانبى و المفرد : عطف و الجمع أعطاف

فخرٍ : تباهى

ثيابَا : جمع ثوب و هو ما يُلبس ليغطي الجسد أو جُزءًا منه أو هو  اللِباس

الشرح :

يحيى الشاعرلأنه عندما وطئت أقدامه أرض الوطن الحبيب فإذا بالآلاف يحتشدون لتحيته فيشعر بالسعادة و الفخار و أى فخر و قد بويع بإمارة الشعر .

 

الجمال :

9 - شبابَ النيل إنَّ لكم لَصوتًا     مُلبًّى حين يُرفعُ مُستجابَا

المفردات

شباب : جمع : شاب و الشاب : الفَتاءُ والحَدَاثَةُ ، عكس هَرَم

شبابَ النيل : الشباب المصرى

لَصوتًا : الأثر السمعى  المراد رأيكم و الجمع أصوات    

مُلبًّى : مستجاب

يُرفعُ : يعلو

مُستجابَا : مقبولة مقضية .

الشرح :

ختم الشاعر قصيدته بنداء غال إلى شباب النيل يحيى كفاحهم و قدراتهم على تغيير وجه مصر بكفاحهم و إرادتهم .

الجمال :

شبابَ النيل : أسلوب إنشائى نداء حذفت أداة النداء للدلالة على لأنهم قريبون من قلبه و مشاعره .

إنَّ لكم لَصوتًا : أسلوب مؤكد بإن للتخصيص و التوكيد .

لَصوتًا مُلبًّى : كناية عن كفاحهم

عنوانا آخر للقصيدة :  ويا وطني لقيتك بعد يأس

الأفكار الرئيسة في القصيدة :

1 - الوقوف على الأطلال ومحاكاة القدامى في استنطاق الطلل.

2- الحديث عن الأندلس ومدحها.

3-الأخلاق سر تقدم الأمم و رقيها .

4-  فرحة الشاعربالعودة لأرض مصر.

5-دعاء الشاعر لشباب مصربالخلود .

6-تحية لشباب مصر صاحب الكفاح و الإرادة القوية

شرح الأبيات ككل :

مرت سنوات المنفى و ها هو أمير الشعراء بين ربوع الوطن و لأنه يحمل بين ضلوعه قلبا مخلصا وفيا لذا فإنه يسترجع تلك السنوات التى قضاها فى الأندلس موطن الشجن العربى حيث غربت عن هذه البلاد شمس الحضارة العربية التى أشرقت هناك ثمانية قرون .

لم تبق إلا الأطلال و الرسوم شاهدة على هذه الحضارة التى علمت الدنيا .

يقف الشاعر فى مشهد مهسي أمام الأطلال و الرسوم مناديا باكيا فكأنه يجمع فى قلبه حزنين حزن على زوال أمجاد الأجداد فى هذه البلاد و حزن على فراق الوطن و ما ذاك الحزن إلا لأنه يحمل بين ضلوعه قلبا وفيا كلما لمح ديارذكرياته رجع إليها بفكره و خياله و يالروعة المشهد و هو يشخص أرض الأندلس و يسمعها ثناءه و شكره على ما قدمت له من صحبة سعيدة و هو بعد ذلك يأمل أن تتقبل منه الثناء و هو ثناء العارف بحقها العالم بتاريخها و تأتى الحكمة التى تبقى مثلا ( كم من جاهل أثنى فعابا ) و هى حكمة تدل على خبرة عريضة و بصيرة نافذة و كأنه يقدم تفسيرا لزوال حضارة العرب عن هذه البلاد حيث يطل علينا البيت  الخامس بحكمة أخرى يؤكد فيها ( أن الأخلاق هى الأساس لبقاء أية أمة و ازدهارها .

وعندما يشرق وجه الوطن من بعيد و تلوح فى الأفق الديار الحبيبة ينادى الشاعر الوطن بعد أن انقطع به الأمل عن العودة مرة أخرى و إذا بالعودة ترد الشباب فى نفس الشاعر و توقظ فى قلبه أمالا عريضة و يأبى شوقى إلا أن يسدى إلينا الحكمة مرات و مرات فها هو يقرر من خلال تجربته أن الإنسان إذا قدر له السلامة فى غربته سيعود يوما إلى وطنه و أهله مهما طالت سنوات الغياب . أما المفادأة فكانت عندما وطئت أقدام الشاعر أرض الوطن الحبيب فإذا بالآلاف يحتشدون لتحيته فيشعر بالسعادة و الفخار .

لم يجد شوقى مصر كما تركها فقد قويت الحركة الوطنية و اشتد عودها بعد ثورة 1919 م لذا ختم الشاعر قصيدته بنداء غال إلى شباب النيل يحيى كفاحهم و قدراتهم على تغيير وجه مصر بكفاحهم و إرادتهم .

لمحة أدبية :

 يعد أحمد شوقى من رواد المدرسة الكلاسيكية التى تعتمد على الشكل التقليدى للقصيدة من حيث المحافظة على الوزن الواحد و القافية الواحدة و الاعتماد على وحدة البيت حيث يبدو أحيانا كل بيت مستقلا عما قبله و ما بعده و تعدد الموضوعات داخل القصيدة الواحدة و فيما يلى عرض لهذه المدرسة بشىء من التفصيل :

المدرسة الكلاسيكية :

نهض مجموعة من الشعراء بالشعر العربى و ذلك بالعودة إلى التراث العربى بملامحه الأصيلة و استلهامه و تمثل خصائصه الفنية و الموضوعية و الهدف من ذلك هو بعث روح التحرر و التجديد و مواجهة الغزو السياسي و الأجنبى و قد حمل لواء هذه المدرسة محمود سامى البارودى الذى اقتفى أثر خطوات فحول الشعر العربى و بخاصة فى العصرين العباسى و الأندلسى و قد تعزز وضع هذه المدرسة على يد أحمد شوقى و حافظ إبراهيم و أحمد محرم و محمد عبد المطلب و غيرهم .

خصائص المدرسة الكلاسيكية :

1 – مجاراة القدماء فى تقاليد القصيدة بانتقالها من غرض إلى غرض .

2 – قيام القصيدة على وحدة البيت بحيث يكون البيت وحدة مستقلة أو مع بضعه أبيات

3 – العناية بالأسلوب و بلاغته و روعة التراكيب و جلال الصياغة الشعرية و بهائها و انتقاء اللفظ و اختياره .

4 – السير على نهج القدماء فى موضوعاتهم من مدح و رثاء و غزل و فخر .

5 – اقتباس المعانى و الأخيلة و الصور من فحول الشعراء مثل ذكر الرسوم و الأطلال

6 – فى الكلاسيكية الجديدة و التى كان من روادها شوقى و ما بعده أفسح الشعراء المجال لتجاربهم الذاتية و نوعوا فى أغراضهم وواءموا بين الأخذ من التراث و الالتفات لثقافة العصر و قضايا مجتمعهم و التعبير عن مشكلاتهم .