من 1ال 5 من سورة الحجرات (حفظ و تلاوة و تفسير )
*************************************
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
*************************************
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿1﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿2﴾
إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ 3﴾
إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿4﴾
وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿5﴾
********************************************
2) توثيق سورة الحجرات:
السورة : سورة الحجرات
نوعها : مدنية ، تعنى بجانب التشريع
عدد آياتها : 18 آية
ترتيبها في القرآن الكريم : 49
ترتيبها بين السور : جاءت بعد سورة الفتح وقبل سورة ق
سبب تسميتها سميت بهذا الاسم لأن الله ذكر فيها حرمة بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الحجرات التي كانت تسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهن.
**************************************************
********************************************
2) توثيق سورة الحجرات:
السورة : سورة الحجرات
نوعها : مدنية ، تعنى بجانب التشريع
عدد آياتها : 18 آية
ترتيبها في القرآن الكريم : 49
ترتيبها بين السور : جاءت بعد سورة الفتح وقبل سورة ق
سبب تسميتها سميت بهذا الاسم لأن الله ذكر فيها حرمة بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الحجرات التي كانت تسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهن.
**************************************************
3) الشروح:
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله : لا تسبقوهما بحكم أو فعل قبل معرفة حكمهما
اتقوا الله : اجعلوا بينكم وبين حدود الله وقاية بإتباع أوامره واجتناب نواهيه
لا تجهروا له بالقول : لا ترفعوا أصواتكم عنده
أن تحبط أعمالكم : أن تبطل ويضيع ثوابها
يغضون أصواتهم عند رسول الله : يخفضونها احتراما وإجلالا له
امتحن الله قلوبهم : اختبرها وجعل التقوى فيها ظاهرة وخالصة لوجه الله تعالى
الحجرات : البيوت حيث كانت تسكن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
4) التفسير :
1- يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله لا تقضوا أمراً دون أمر الله ورسوله من شرائع دينكم فتبتدعوا، وخافوا الله في قولكم وفعلكم أن يخالَف أمر الله ورسوله، إن الله سميع لأقوالكم، عليم بنياتكم وأفعالكم. وفي هذا تحذير للمؤمنين أن يبتدعوا في الدين، أو يشرعوا ما لم يأذن به الله.
2- يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي عند مخاطبتكم له، ولا تجهروا بمناداته كما يجهر بعضكم لبعض، وميِّزوه في خطابه كما تميَّز عن غيره في اصطفائه لحمل رسالة ربه، ووجوب الإيمان به، ومحبته وطاعته والاقتداء به؛ خشية أن تبطل أعمالكم، وأنتم لا تشعرون، ولا تُحِسُّون بذلك.
3- إن الذين يَخْفِضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين اختبر الله قلوبهم، وأخلصها لتقواه، لهم من الله مغفرة لذنوبهم وثواب جزيل، وهو الجنة .
4- إن الذين ينادونك أيها النبي من وراء حجراتك بصوت مرتفع، أكثرهم ليس لهم من العقل ما يحملهم على حسن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وتوقيره
5- ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم عند الله؛ لأن الله قد أمرهم بتوقيرك، والله غفور لما صدر عنهم جهلا منهم من الذنوب والإخلال بالآداب، رحيم بهم حيث لم يعاجلهم بالعقوبة.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
5)المعاني الأساسية للآيات:
ـ الآية 1 من سورة الحجرات:
ضرورة الالتزام بالتقوى والرجوع في كل الأمور إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ الآية 1 من سورة الحجرات:
ضرورة الالتزام بالتقوى والرجوع في كل الأمور إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ الآيتان 2- 5 من سورة الحجرات:
من بين مظاهر التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم عدم رفع الأصوات في حضرته، وعدم مناداته باسمه وكنيته بالجهر، وفي أوقات غير مناسبة.
من بين مظاهر التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم عدم رفع الأصوات في حضرته، وعدم مناداته باسمه وكنيته بالجهر، وفي أوقات غير مناسبة.
#############################################
6) المستفاد من الآيات:
- وجوب الأخذ بكتاب الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم باحترام أحاديثه والإنصات إلى من يتلوها والعمل بها، و كل من تجاوز هذا الأمر يسبب في إ بطال أعماله. - الحث على إتباع توجيهات إسلامية في حياتنا اليومية الاجتماعية كاحترام من هو أكبر منا سنا ومكانة، وتطبيق آداب الاستئذان و الانتظار عند طرق الأبواب .
6) المستفاد من الآيات:
- وجوب الأخذ بكتاب الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم باحترام أحاديثه والإنصات إلى من يتلوها والعمل بها، و كل من تجاوز هذا الأمر يسبب في إ بطال أعماله. - الحث على إتباع توجيهات إسلامية في حياتنا اليومية الاجتماعية كاحترام من هو أكبر منا سنا ومكانة، وتطبيق آداب الاستئذان و الانتظار عند طرق الأبواب .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الدرس الاول :
_____________
الدرس الاول :
_____________
الإيمان بالرسل والأنبياء
*******************
مفهوم الإيمان بالرسل والأنبياء: ماذا يقصد بالإيمان بالرسل والأنبياء؟
1- النبي رجل أوحى الله إليه فقط ولم يكلفه برسالة والرسول أوحى الله إليه وكلفه بتبليغ الوحي للناس.
2- نؤمن بالرسل معناه نصدق يقينا بأن الله بعثهم إلى عباده لهدايتهم إلى الخير ونهيهم عن الشر.
3- نؤمن بأن الرسل بلغوا رسالاتهم وأقاموا الحجة على الناس.
4- من أنكر نبيا أو رسولا فكأنما أنكر كل الأنبياء والرسل.
5- أولو العزم من الرسل هم محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح عليهم السلام.
6- رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كانت إلى جميع الناس وخاتمة الرسالات ومهيمنة عليها وناسخة لها فيجب علينا العمل بها.
وظيفة الرسل: بم كلف الله رسله؟ إلام دعا كل الرسل؟
1- تبشير المؤمنين برضوان الله عنهم ودخول جنته وتحذير الكفار والمشركين والمنافقين من غضب الله ودخول النار.
2- إثبات وجود الله والدعوة إلى توحيده وإخلاص العبادة له.
3- تعليم الناس العبادة الصحيحة وطرق التعامل فيما بينهم.
4- الحث علفى مكارم الأخلاق.
صفات الرسل: بم يتصف الرسل؟
1- الصدق 2- الأمانة في التبليغ 3-الفطانة والحكمة 4- البشرية 5- القدوة في القول والعمل.
معجزات الرسل: بم أيد الله رسله؟
1- المعجزة هي حدث خارق للعادة يحدث بإرادة الله لا يستطيع الناس الإتيان به مهما كانت لهم قدرة والهدف منها إثبات صدق الرسل فيما يدعون إليه.
2- من المعجزات المعلومة :
أ- نجاة سيدنا إبرراهيم من النار
ب- تحول عصا سيدنا موسى إلى أفعى
ج- إحياء سيدنا عيسى للموتى
د- القرآن الكريم لسيدنا محمد.
واجبنا تجاه الرسل: ماذا يجب علينا تجاه الرسل والأنبياء؟
1- الإيمان بهم وبأن دعوتهم حق وأنهم بلغوا رسالاتهم.
2- حبهم واحترامهم وعدم ذكرهم بسوء.
3- عدم التفريق في إيماننا بهم ومحبتنا لهم.
ثمرات الإيمان بالرسل: ماذا نستفيد من الإيمان بالرسل؟
1- إدراك رحمة الله بالإنسان بمنحه العقل وهدايته إلى الطريق الصحيح عن طريق الأنبياء والرسل.
2- نيل محبة الله
*******************
مفهوم الإيمان بالرسل والأنبياء: ماذا يقصد بالإيمان بالرسل والأنبياء؟
1- النبي رجل أوحى الله إليه فقط ولم يكلفه برسالة والرسول أوحى الله إليه وكلفه بتبليغ الوحي للناس.
2- نؤمن بالرسل معناه نصدق يقينا بأن الله بعثهم إلى عباده لهدايتهم إلى الخير ونهيهم عن الشر.
3- نؤمن بأن الرسل بلغوا رسالاتهم وأقاموا الحجة على الناس.
4- من أنكر نبيا أو رسولا فكأنما أنكر كل الأنبياء والرسل.
5- أولو العزم من الرسل هم محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح عليهم السلام.
6- رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كانت إلى جميع الناس وخاتمة الرسالات ومهيمنة عليها وناسخة لها فيجب علينا العمل بها.
وظيفة الرسل: بم كلف الله رسله؟ إلام دعا كل الرسل؟
1- تبشير المؤمنين برضوان الله عنهم ودخول جنته وتحذير الكفار والمشركين والمنافقين من غضب الله ودخول النار.
2- إثبات وجود الله والدعوة إلى توحيده وإخلاص العبادة له.
3- تعليم الناس العبادة الصحيحة وطرق التعامل فيما بينهم.
4- الحث علفى مكارم الأخلاق.
صفات الرسل: بم يتصف الرسل؟
1- الصدق 2- الأمانة في التبليغ 3-الفطانة والحكمة 4- البشرية 5- القدوة في القول والعمل.
معجزات الرسل: بم أيد الله رسله؟
1- المعجزة هي حدث خارق للعادة يحدث بإرادة الله لا يستطيع الناس الإتيان به مهما كانت لهم قدرة والهدف منها إثبات صدق الرسل فيما يدعون إليه.
2- من المعجزات المعلومة :
أ- نجاة سيدنا إبرراهيم من النار
ب- تحول عصا سيدنا موسى إلى أفعى
ج- إحياء سيدنا عيسى للموتى
د- القرآن الكريم لسيدنا محمد.
واجبنا تجاه الرسل: ماذا يجب علينا تجاه الرسل والأنبياء؟
1- الإيمان بهم وبأن دعوتهم حق وأنهم بلغوا رسالاتهم.
2- حبهم واحترامهم وعدم ذكرهم بسوء.
3- عدم التفريق في إيماننا بهم ومحبتنا لهم.
ثمرات الإيمان بالرسل: ماذا نستفيد من الإيمان بالرسل؟
1- إدراك رحمة الله بالإنسان بمنحه العقل وهدايته إلى الطريق الصحيح عن طريق الأنبياء والرسل.
2- نيل محبة الله
- وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما ، فقال : يا قوم ! إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ! فالنجاء النجاء . فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، فانطلقوا على مهلهم ، فنجوا . وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق " متفق عليه .
الحاشية رقم: 1
148 - ( وعن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما مثلي ) : المثل بفتحتين الصفة العجيبة وهو في الأصل بمعنى المثل الذي هو النظير ، ثم استعير للقول السائر : المثل مضربه بمورده ، وذلك لا يكون إلا قولا فيه غرابة من قصة وحال وصفة ( ومثل ما بعثني الله به ) ، أي : إلى أمتي ، وقيل ( ما ) بمعنى ( من ) ، أي : من أرسلني إليه ( كمثل رجل ) : قيل : هذا من التشبيهات المفروقة وهي أن يؤتى بمشبه ومشبه به ثم بآخر وآخر وسيأتي بيانه ( أتى قوما ) ، أي : لينذرهم بقرب عدوهم منهم وأنهم لا قدرة لهم على لقائه ، وإنما الذي ينجيهم منه أنهم يهربون [ ص: 231 ] عنه ، وذلك الرجل من أجلتهم وأمين من أخباره عندهم ( فقال : يا قوم ! إني رأيت ) ، أي : أبصرت ( الجيش ) ، أي : العسكر الكثير المتوجه إليكم ( بعيني ) : للتأكد ودفع توهم المجاز ، وهو بالتثنية وتشديد الياء الأخيرة . وروي بالإفراد وتخفيف الياء ( وإني أنا النذير ) : فيه الحصر ( العريان ) ، أي : بلا غرض ، والنذير العريان : مثل مشهور سائر بين العرب يضرب لشدة الأمر ودنو المحذور وبراءة المحذر عن التهمة ، وأصله أن الرجل إذا رأى العدو قد هجم على قومه ، وأراد أن يفاجئهم وكان يخشى لحوقهم قبل لحوقه تجرد عن ثوبه وجعله على رأس خشبة وصاح ليأخذوا حذرهم ، وقيل : هو الذي غشيه العدو وكان ربيئة قومه ، أي : جاسوسهم ، فأخذوه وتعلقوا بثيابه فانسل منها ولحق بقومه فأنذرهم ، فلما رأوه على حالته تلك ارتحلوا عن آخرهم ، وقيل : إنه الذي سلب العدو ما عليه من الثياب فأتى قومه عريانا يخبرهم فصدقوه لما عليه من آثار الصدق ، وخص العريان بالذكر لأنه أبين في العين وأغر وأشنع عند البصر ( فالنجاء النجاء ) : في أكثر النسخ مرتين .
148 - ( وعن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما مثلي ) : المثل بفتحتين الصفة العجيبة وهو في الأصل بمعنى المثل الذي هو النظير ، ثم استعير للقول السائر : المثل مضربه بمورده ، وذلك لا يكون إلا قولا فيه غرابة من قصة وحال وصفة ( ومثل ما بعثني الله به ) ، أي : إلى أمتي ، وقيل ( ما ) بمعنى ( من ) ، أي : من أرسلني إليه ( كمثل رجل ) : قيل : هذا من التشبيهات المفروقة وهي أن يؤتى بمشبه ومشبه به ثم بآخر وآخر وسيأتي بيانه ( أتى قوما ) ، أي : لينذرهم بقرب عدوهم منهم وأنهم لا قدرة لهم على لقائه ، وإنما الذي ينجيهم منه أنهم يهربون [ ص: 231 ] عنه ، وذلك الرجل من أجلتهم وأمين من أخباره عندهم ( فقال : يا قوم ! إني رأيت ) ، أي : أبصرت ( الجيش ) ، أي : العسكر الكثير المتوجه إليكم ( بعيني ) : للتأكد ودفع توهم المجاز ، وهو بالتثنية وتشديد الياء الأخيرة . وروي بالإفراد وتخفيف الياء ( وإني أنا النذير ) : فيه الحصر ( العريان ) ، أي : بلا غرض ، والنذير العريان : مثل مشهور سائر بين العرب يضرب لشدة الأمر ودنو المحذور وبراءة المحذر عن التهمة ، وأصله أن الرجل إذا رأى العدو قد هجم على قومه ، وأراد أن يفاجئهم وكان يخشى لحوقهم قبل لحوقه تجرد عن ثوبه وجعله على رأس خشبة وصاح ليأخذوا حذرهم ، وقيل : هو الذي غشيه العدو وكان ربيئة قومه ، أي : جاسوسهم ، فأخذوه وتعلقوا بثيابه فانسل منها ولحق بقومه فأنذرهم ، فلما رأوه على حالته تلك ارتحلوا عن آخرهم ، وقيل : إنه الذي سلب العدو ما عليه من الثياب فأتى قومه عريانا يخبرهم فصدقوه لما عليه من آثار الصدق ، وخص العريان بالذكر لأنه أبين في العين وأغر وأشنع عند البصر ( فالنجاء النجاء ) : في أكثر النسخ مرتين .
وفي نسخة مرة وهو بالمد على الأصح مصدر نجا إذا أسرع . يقال : ناقة ناجية أي مسرعة . قال ابن الملك : بالفاء والمد والقصر نصب على الإغراء ، أي : اطلبوا النجاء أو على المصدر ، أي : انجوا وهو الإسراع ، كرر للتأكيد . قيل في " شرح السنة " وبعض نسخ " المصابيح " مرة ، وفي كثير منها مرتين . قال الطيبي : روى الإمام عن القاضي عياض المعروف في " صحيح البخاري : إذا أفرد النجاء مد ، وحكى أبو زيد فيها القصر ، وأما إذا كرر ففيه المد والقصر معا اهـ .
ونقل الأبهري عن الشيخ بالمد فيهما وبمد الأولى وقصر الثانية وبالقصر فيهما تخفيفا ، وهو منصوب على الإغراء ، أي : اطلبوا النجاء بأن تسرعوا الهرب إشارة إلى أنهم لا يطيقون مقاومة ذلك الجيش ( فأطاعه طائفة من قومه ) . قال الطيبي : الإطاعة تتضمن التصديق يعني فيحسن مقابلته بقوله : كذبت فيما يأتي ( فأدلجوا ) : همزة قطع ثم سكون هو الصحيح ، أي : ساروا أول الليل أو ساروا الليل كله على اختلاف في مدلول هذه اللفظة ، وأما بالوصل والتشديد على أن المراد به سير آخر الليل فلا يناسب هذا المقام كذا ذكره الأبهري . وقال الطيبي ، أي : ساروا في الدلجة وهي الظلمة ، وقال السيد جمال الدين : والدلجة أيضا السير في الليل ، وكذا الدلج بفتح اللام ، وادلجوا بتشديد الدال ساروا آخر الليل ( فانطلقوا ) ، أي : ذهبوا وساروا ( على مهلهم ) : بفتح الميم ويسكن .
وقال الطيبي : المهل بالحركة الهيئة والسكون وبالسكون الإمهال . قال الإمام النووي في نسخ " مسلم " : بضم الميم وإسكان الهاء وبتاء بعد اللام ، وفي الجمع بين " الصحيحين " مهلهم بحذف التاء وفتح الميم والهاء وكلاهما صحيحان اهـ . لكن لم يوجد في نسخ " المشكاة " إلا بدون التاء اختيارا للفظ البخاري على لفظ مسلم لكونه أصح ( فنجوا ) ، أي : بسبب تصديق المنذرين ( وكذبت طائفة منهم ) . قال الطيبي : التكذيب يستتبع العصيان يعني فيه إيماء إلى ما قدمناه ( فأصبحوا مكانهم ) ، أي : دخلوا وقت الصباح في مكانهم ( فصبحهم ) : بتشديد الباء ( الجيش ) ، أي : أتاهم جيش العدو صباحا للإغارة ( فأهلكهم واجتاحهم ) : بالجيم في الأولى والمهملة في الثانية ، أي : استأصلهم وأهلكهم بالكلية بشؤم التكذيب ، وهذا فائدة الجمع بينهما ( فذلك ) ، أي : المثل المذكور ( مثل من أطاعني فاتبع ) : وفي نسخة بالواو ( ما جئت به ) ، أي : من الحق ، وهذا ليعلم أنه لا ينبغي أن يستروح بظاهر الطاعة عن اتباع ما جاء به ( ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق ) . قال السيد جمال الدين : من التشبيهات المفروقة شبه ذاته عليه الصلاة والسلام بالرجل ، وما بعثه الله به من إنذار القوم بعذاب الله القريب بإنذار الرجل قومه بالجيش المصبح ، وشبه من أطاعه من أمته ومن عصاه بمن صدق الرجل في إنذاره ، وكذبه اهـ . فهو على حد قول امرئ القيس :
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي
تعليقات
إرسال تعليق